الأحد، 17 أبريل 2011

أفلام الكرتون تسلية محفوفة بالمخاطر


أفلام الكرتون تسلية محفوفة بالمخاطر
يقول أحد علماء النفس: «إذا كان السجن هو جامعة الجريمة، فإن التلفزيون هو المدرسة الاعدادية لانحراف الأحداث».. إن هذه المقولة على قلة ما تحويها من كلمات إلا ان فيها الكثير من المعاني، فلا يكاد بيت أو ربما غرفة تخلو من هذا الجهاز الذي زحف الينا دون سابق استئذان وأصبح في عصر الفضائيات يعرض الغث والسمين، بينما الأعين تتعلق به وتتلهف لما تراه، وكثيرا ما تحدث الكتاب عن أضرار التلفاز من مختلف النواحي الصحية والاجتماعية والنفسية وغيرها، ولكننا في تحقيقنا هذا الاسبوع نتحدث عن أثر مسلسلات الأطفال أو كما يسمى «أفلام الكرتون» على الطفل نفسه. فطفل اليوم هو شاب الغد، ونشأته مهمة جدا، وقد يستغرب البعض بأن لتلك النوعية من الأفلام أضرارا جسيمة على الطفل، ولكنها الحقيقة التي نضعها بين أيديكم لعدد من المختصين الذين أبدوا رأيهم بحياد شديد وموضوعية، مع ذكرنا لنماذج من أبرز أفلام الكرتون وأكثرها اقبالا من الاطفال وما بها من مغالطات تمس اللغة والعقيدة اللذين هما الأساس في تربية الابناء وتوجيههم للصواب. يقول الباحث الاجتماعي بدر البحري: ان الأفلام الكرتونية التي كانت تعرض في السابق كانت ذات هدف معين وواضح، وكانت موافقة لعقلية الطفل الصغير،
أما الآن فإنه نظرا للنضج الثقافي والانفتاح الإعلامي أصبحت تلك المسلسلات بعيدة أبعد ما تكون عن الواقع، فقد اقحم فيها الخيال بشكل كبير وأصبحت بها معان بارزة تمس نشأة الطفل بل وتؤثر على معتقداته الدينية، كيف لا وهو يرى تلك الشخصية الكرتونية وقد خلقت شخصية جديدة مع اننا نغرس في عقول أبنائنا ان الخلق بيد الله عز وجل وحده وانه ليس بمقدور أي انسان ان يخلق شيئا مهما بلغ من التقدم، هذا علاوة على تلك الحوادث التي أصبحنا نسمع عنها ونرى من أطفال قضوا نحبهم نتيجة متابعتهم لبعض برامج الكرتون، فكم من طفل ألقى بنفسه من علو وارتفاع كبيرين أسوة بفعل شخصيته الكرتونية التي تعلق بها، هذا عدا استخدام أساليب كلامية نابية من المفروض ان نبعد عنها الاطفال مثل «وقح، غبي، حقير.... وغيرها»
والحقيقة ان المرء يكاد يستغرب وجود قنوات فضائية تعرض مسلسلات الأطفال على مدار الساعة، فيلجأ اليها الطفل نظرا لعدم وجود البديل الذي من المفروض ان يهتم به، علما ان هنالك العديد من أشرطة الفيديو القيمة التي تهدف الى تعليم الطفل أصول اللغة والحساب تباع في مختلف المحلات والتي من المفروض ان يستخدمها الآباء والأمهات في تعليم أطفالهم، بل والأهم هو ان يتم عرض تلك الأشرطة في القنوات الفضائية كي تستفيد منها أكبر شريحة ممكنة من الصغار. ويضيف: ان أفلام الكرتون الحالية والحديثة بالذات تؤثر بشكل كبير جدا على لغة الطفل، حيث ان عملية التعريب لها تكون ركيكة جدا وضعيفة ومحشوة بالعديد من الألفاظ العامية، مما يجعل المرء يتيقن تمام اليقين ان هنالك محاربة حقيقية للغة العربية الفصحى وبشكل واضح وصريح، وأبرز دليل على ذلك مسلسل «تيمون وبومبا» الذي يشتت عقلية الطفل ما بين اللغة الفصحى والعامية. وأعتقد انه إما ان يتم التعريب بشكل صحيح وباللغة السليمة أو ألا يتم ذلك حفاظا على لغتنا العربية التي نستقيها من القرآن الكريم، وهنا أود التنويه الى تجربة دول مجلس التعاون في عرض برامج هادفة وباللغة العربية الصحيحة، وأبرزها برنامج «افتح يا سمسم» التعليمي الترفيهي، وبرنامج «سلامتك» التثقيفي، مما يدل على وجود طاقات بشرية كبيرة يقابلها وفرة مادية متميزة، لذا فليس من الصعوبة بمكان تكوين لجنة تضم مؤسسات اعلامية ومختصين من علماء نفس واجتماع وتربويين وعلماء دين لبحث انتاج برامج كرتونية هادفة للأطفال.
وفي السياق ذاته تتحدث الباحثة النفسية زليخة عبيد فتقول: انه اذا ما كان المسلسل ذا مضمون اجتماعي وديني ونفسي جيد فإن التأثير لابد وان يكون بالايجاب، شريطة جلوس الأهل مع الطفل لافهامه الناحية الايجابية والدروس المستفادة، وأكبر مثال على مثل تلك النوعية من البرامج هو برنامج «أطفال الغد» الذي يحث الطفل على القيام بكل ما هو ايجابي من خلال سرد لنماذج من الواقع يستفيد منها الطفل في ممارساته وحياته، ومما لاشك فيه ان للرسوم المتحركة تأثير قوي في سلوك الطفل اليومي، ويبدأ التغيير في كلام الطفل من خلال استخداماته للألفاظ والأساليب التي يسمعها، كما ان الطفل حين يتعلق ببطل معين فإنه يرغب في ان تكون جميع مقتنياته وأدواته مرسوم عليها شخصيته المحببة، وهكذا نلاحظ انه بدلا من ان نعلّم الطفل الانضباط في سلوكه نراه يتوجه للمدرسة وهو محاط بالشخصية التي تعلق بها، كما ان كثرة جلوس الطفل أمام شاشة التلفاز يخلق منه شخصا غير مبال وكسول حتى عن تأدية الصلاة، وتتسم شخصيته بالبلادة والخمول علاوة على ما نلاحظه عليهم من السمنة نتيجة تناول الاطعمة أمام التلفاز وقلة الحركة، ومن خلال ملاحظة بسيطة نلاحظ ان أغلب ما يعرض على الأطفال هي مسلسلات تعتمد على الخيال البحت، مثلما نلاحظ في برنامج «عالم الديجيتال» وهكذا يعيش الطفل وسط صراع بين الواقع والخيال، بل وينمو بداخله الخيال المريض نظرا لما يراه أمام عينيه من حروب وقتل، كما ان معاملاته اليومية ستتسم بالعنف ويظهر ذلك في تصرفاته مع أقرب المقربين اليه في البيت،
وبالاضافة لذلك فإننا نلاحظ جيدا ان أفلام الكرتون تلك تظهر الذكاء على انه الخبث، والطيبة على انها السذاجة وقلة الحيلة، مما ينعكس بصورة أو بأخرى في عقلية الطفل وتجعله يستخدم ذكاءه في أمور ضارة به وبمن حوله. يجب الانتقاء وتستطرد الباحثة النفسية ان نظرة واحدة لأسماء الشركات المنتجة تضع أمامنا حقيقة هامة وهي انها شركات غربية هدفها الأساسي زعزعة الأمة الاسلامية عن مبادئها الاسلامية، والهاء الطفل بكل ما من شأنه ان يزرع بداخله سلوكيات غير بريئة وصفات غير أخلاقية كالكذب والخيانة، وحتى لو تمت ترجمة تلك الأفلام الى العربية فإن تغيير اللغة للعربية لن يغير شيئا من المضمون، وهنا لا نكاد نستغرب عناد وتمرد الاطفال في تعاملاتهم وتصرفاتهم والتي تشربوها من مشاهدتهم غير المراقبة لتلك الأفلام،
ولنأخذ مثالاً على ذلك برنامج الكرتون «تيمون وبومبا» والذي يدور حول أكل الحشرات والديدان وهي أمور مقززة في الواقع ولكن استخدم في سبيل الترويج لها الألوان الملفتة والخلفيات المبهرة والمؤثرات الصوتية القوية والجذابة دون الأخذ بعين الاعتبار المضمون وتأثير مثل هذه الأفلام على تكوين جوانب مهمة في شخصية الطفل. تعليم المكائد من خلال احدى مؤلفاتها تقول الكاتبة طيبة اليحيى ان البرامج المخصصة أصلاً للأطفال مثل «الكارتون» أو القصص الأجنبية المترجمة نجدها لم تنتج أساساً لأطفالنا المسلمين، وإنما لأطفال الغرب، بل ان المجتمع الغربي ذاته نبذ أنواعاً كثيرة منها أفلام الخيال العلمي المثيرة وأفلام الفضاء والقتال الدائر فيه، بعد ما تبين للعلماء ضررها في تخريب نفسية الأطفال، إذ توسع أعمال العنف في نفوسهم وتجعلهم يعتادونها، فضلاً عن الاستغراق في الخيال وما في ذلك من ضرر جسيم،
بالاضافة إلى ان كثيراً من أفلام الرسوم المتحركة (الكارتون) تتضمن قصص الحب والغرام، حتى بين الكلاب والحيوانات الأخرى، ألم نر القطة في تلك البرامج على أعلى مستوى من الأناقة تتزين برموش طويلة وعيون كحيلة جميلة وكعب عال تتمايل لتخطف قلب القط، علاوة على التركيز على اظهار صور الاقتتال لأجل الأنثى والسكر أيضاً والتدخين واللصوصية والاحتيال والكذب وغيرها من الصفات غير الأخلاقية، كل تلك العروض تقتحم عالم الصغار وتلطخ الفطرة البريئة تلطيخاً بحجة انها «برامج أطفال» مضيفة ان البرامج الموجهة للأطفال في منطقتنا على نوعين أولاً برامج باللغة الاجنبية وهذا النوع من البرامج يتعرف الطفل على محتواها من خلال الصورة فقط،
وهي تشتمل على مغامرات عجيبة وأشهرها «بوباي» الذي على شهرته وانتشاره وشغف الصغار والكبار به لا يمثل شيئاً إنما يجسد صراعاً بين جبارين من أجل امرأة، فيرتبط الاثنان معها بعلاقة «غرامية» مع انها تفضل أحدهما، وتلد منه طفلاً، لكن حقيقة علاقتها بالرجلين مجهولة لعقلية طفلنا المسلم، وكأنما هذا البرنامج تأكيد لما تحمله الأغنية والفيلم والتمثيلية والمسلسل من معان،
ثم يأتي برنامج توم وجيري الذي لا شك في ان عرضه ممتع ومسل، إلا انه لا يرتكز على قاعدة تربوية سليمة، فهو يعتمد على المقالب والكمائن وكلا شخصيتي العرض يضمر الحقد للآخر والرغبة في الانتقام منه، وصراعاتها لا تنتهي وأساس ذلك المكائد المسلية، التي عن طريقها توصل للطفل أفكار خطيرة على عقليته.
أما برنامج الأطفال الـ «ميكي ماوس» فهو يحمل في ظاهره مغالطة علمية وواقعية واضحة وهو وجود فأر يطير وخلاصة هذا المسلسل عبارة عن تأكيد للقوى الخيالية الخارقة الجبارة «الخرافية» التي تقف مع المضطر وتنقذه في أحلك الظروف وأشدها حرجاً، فهذه «القوة الخرافية» هي الرجاء والأمل في الخلاص ومثل هذه الأفكار من شأنها ان تهز عقيدة الطفل هزاً عنيفاً فتنحي عن ذهنه الصغير قرب الله من عبده واجابته له حين يدعو وعون الله عز وجل وهذه الأمور هي القوى الغيبية الحقيقية،
والنتيجة ان هذه النوعية من البرامج وان كنا نعترف انها ذات تقنية عالية ومسلية وشيقة ومن شأنها ان تجذب الأبناء فتصرف شغبهم وازعاجهم عن الآباء إلا انها بما فيها من مغامرات عجيبة ذات موضوعات سيئة من الناحية التربوية وذات توجيهات خاطئة تنحرف بالأطفال عن الأخلاق السليمة وتنمي فيهم السلوك السييء بسبب ما فيها من أخلاقيات سيئة أما برامج الصنف الثاني فهي إما عربية أو مدبلجة وهي إما قصص تاريخية أو خيالية أو قصص المغامرات، وما دامت هذه الأفلام باللغة العربية الفصحى فإن تأثيرها سيكون مباشراً على الأطفال إذ هنا سوف تخدمه اللغة اضافة إلى الصورة، والنتيجة النهائية ان هذه البرامج في جملتها لا تخدم الطفل من الناحية التربوية الاسلامية، بل تحمل في ثناياها الهدم الحقيقي لذا فمن الضرورة بمكان وقف استيراد برامج الأطفال الأجنبية ووقف دبلجتها لأن تعريبها لا يمثل المحتوى وإنما يقتصر على اللغة فقط، وإنتاج برامج أطفال اسلامية الطابع، عربية اللسان والقلب يشارك في تخطيطها وتنفيذها نخبة من المتخصصين في الدراسات الاسلامية واللغة والتربية وعلم النفس والإعلام والفنون. رأي الدين يوضح عبدالله محمد الحمادي واعظ أول بوزارة العدل والشئون الاسلامية والأوقاف بدبي انه مما لا شك فيه ان للتلفاز تأثير «قوي» على نفسية وعقلية أفراد المجتمع بشكل عام وعلى الأطفال بشكل خاص وبنظرة عابرة على هيئة الأطفال أثناء متابعتهم للبرامج يؤكد صحة تلك المقولة حيث نرى أجساماً صغيرة مستلقية على الأرض تشاهد بشغف وتسمع بلهف لما تبصر وتطالع، ومن هنا اثبتت الدراسات الكثيرة الشرقية منها والغربية خطورة هذا الجهاز وان ضرره أكثر من نفعه وما يهمنا هنا هو الحديث عن الضرر الكامن وراء ما يُطلق عليه أفلام الكرتون أو «الصور المتحركة» ففي لمحة سريعة يمكن ايجاز ضرر الجهاز ذاته على الطفل في انه
يقلل من نشاط الطفل الحركي مما يؤدي به إلى الخمول والكسل،
كما انه يخفف من ساعات اللعب الضروري للطفل لطول ساعات البث وما هو معروف ان اللعب والحركة ضروريان لنمو عقل الطفل وجسده،
ثم ان جهاز التلفاز يشكل شخصية الطفل كيفما يشاء، وبحسب أهداف من يقوم على بث البرامج ويغرس في نفوسهم القيم الهابطة أو العالية الأخلاق السيئة أو الحسنة حسب ما يشاهده الطفل ويراه،
بالاضافة إلى ان التلفاز يرهق العقل والذهن ويمتص كل طاقتهما ونشاطهما حيث يظل الطفل يحفظ ما يرى ويسمع وهذا لا شك في انه يحتاج إلى طاقة ذهنية عالية لذا فمن غير المستغرب ان نرى الطفل بعد مشاهدة طويلة للصور المتحركة لا يستطيع المذاكرة ولا الحفظ ولا الفهم ولا الاستيعاب. ويضيف: أما ضرر أفلام الكرتون أو الصور المتحركة على الأطفال فحدث ولا حرج، وتشعر أحياناً بل وتكاد تتيقن ان ما يُعرض ويُباع من الصور المتحركة قد بيت له بليل أي خُطط له قل من قبل لإفساد عقائد ودين وأخلاق أطفال المسلمين، فينشأ الطفل على الوقاحة وقلة الأدب وضعف الحياء وسوء الخلق والانسلاخ من كل ما هو فاضل وبعرض بسيط لبعض أشهر برامج الكرتون ستتضح الحقيقة والرؤية الكاملة،
فعدنان ولينا هي احدى المسلسلات الكرتونية التي هي عبارة عن فكرة لرجل من اليابان يحكي فيه تقريبا قصة الحرب العالمية الثانية، وبالتحديد من اسقاط القنبلة الذرية على اليابان وكل القصة تدور حول بطلين الأول فتاة واسمها لينا والثاني شاب وسيم شجاع اسمه عدنان، بينهما علاقة حب وغرام بحيث يضحي عدنان بنفسه ويخاطر بحياته لانقاذها، وانظر إلى الفتاة لين ينا مكشوفة الشعر قصيرة الملابس تخرج أحياناً بملابسها الداخلية، فماذا تتعلم الفتاة المسلمة الصغيرة عندما تشاهد مثل هذا، هل تتعلم الحياء والعفة؟ لا أظن ان الجواب نعم بالتأكيد، وانظر إلى عدنان هو يحمل لينا ويجري بها مع أنها ليست من محارمه، وانظر إلى هذه الفتاة «لينا» عندما تحتضن عدنان فماذا يتعلم الصغار من الصبية من ذكور وإناث عندما يرون هذه المعانقة والعشق فعلى أي خلق ينشأون؟ قيم هدامة ويواصل، وانظر إلى الصغير الآخر وهو «عبسي» عاري الملابس يحب صغار الخنازير ويلعب بها، ويصيد الكبار ويشويها ويأكلها ويحملها تارة ليمشي بها، ليغرس في نفوس صغار أطفال المسلمين حب الخنازير وعدم كراهيتها، مع ان الله في القرآن حرمها ووصفها بأنها رجس وقد أثبتت الدراسات الطبية الحديثة ضرر لحم الخنزير وقذارته وانظر إلى لينا وهي تصلي في حال الشدة وصلاتها عبارة عن ان تضم يديها إلى بعضهما ثم تغمض عينيها وتنظر إلى أعلى وهي صلاة النصارى فتتعلم المسلمة الصغيرة هذا في حين انها تجهل صلاتها،
وبعد ذلك دعونا نتحدث عن مسلسل الأطفال «السنافر» والذي يبدأ بعبارة «كان في قديم الزمان في مجاهل الغابة كانت توجد قرية مخفية تعيش فيها مخلوقات صغيرة تطلق على نفسها اسم السنافر وكانوا يحبون الخير»، هذه العبارة تؤكد في نفسية الطفل ان القصة حقيقية وليست مجرد خيال مع ان القصة كلها خيال في خيال، وكم لهذا المسلسل من خطر على أخلاق وعقائد الأطفال، فبالنظر إلى «سنفورة» الصغيرة، نرى انها مكشوفة الشعر، قصيرة الملابس، تلبس الحذاء كل هذه محظورات ومحرمات تتربى عليها الطفلة المسلمة، وانظر إليها وهي تتمايل بين السنافر ثم تذهب إلى السنفور الشجاع الذي أنقذها فتعطيه «قبلة السنافر» فماذا تتعلم الطفلة المسلمة؟ تتعلم الاختلاط بالشباب وتبادل القبل وقلة الأدب، ثم انظر إلى «شرشبيل» المشعوذ الكبير والساحر الشرير الذي يتعاطى السحر والدجل ليصل إلى مطلبه ويحقق أمنيته وهي تناول الحساء الساخن من السنافر، وقد حرم ديننا السحر وبين النبي صلى الله عليه وسلم ان السحر يقتل، فكما قال عليه الصلاة والسلام: «حد الساحر ضربة بالسيف» لأن السحر كفر وفيه ضرر على الناس، وكذلك انظر إلى «بابا سنفور» وهو يصنع مادة تتطاير في السماء وتكوّن سحاباً فينزل المطرعلى قرية السنافر فيتلقى الطفل هذه المعلومة مع انه معلوم يقيناً ان الله هو الذي ينزل الغيث برحمته،
أما الآن فإننا نستعرض معكم مسلسل السندباد المليء بالعقائد الفاسدة والخرافات، حيث يخر السندباد ساجداً أمام والي بغداد والسجود لغير الله لا يجوز شرعاً، وانظر إليه وهو يستعين بصاحب المصباح وهو الجني الأزرق لكي يحقق له مطالبه، فأين التوكل على الله والاستعانة به، وانظر إلى سندباد أيضاً وهو يسجد تحت قدمي الجني الكبير الذي يخرج من الماء والصحراء ويتوسل إليه ألا يقتله، أين الاستعانة بالله وطلب العون منه، وانظر إلى الجواري والفتيات وهن يترقصن في القصور وسندباد ورفاقه يأكلون ويغنون فماذا يتعلم الأطفال من هذا العرض، ليس إلا الفحش وسوء الأدب والاستعانة بالشعوذة والكهنة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد» ومن هنا نعلم خطورة ما يعرض للأطفال وما ذكرته قليل، والحديث ذو شجون والأمر يطول لكن كما يقال: «ان اللبيب بالاشارة يفهم» فعلى أولياء الأمور ان يتقوا الله في أبنائهم وان يربوهم خير تربية فإنهم مسئولون عنهم أمام الله يوم القيامة. رابعة الزرعوني

ليست هناك تعليقات: